Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
citoyen libanais
14 avril 2016

عودة الى القرآن و التاريخ

 

Source: Flickr 

.سماحة الشيخ سمير كمال الدين رئيس المحكمة الشرعية في طرابلس   

.}لقد نقلت جريدة النهار في تاريخ 28 -3- 2016 ، كلمتكم التي القيتموها في الندوة التي اقامها { مركز الإمام البخاري للبحث العلمي و الدراسات الإسلامية 

.}عنوان الندوة، { الأمن الفكري و مسؤولية حمايته 

.انني اوافققم تماما" لتصنيفكم الإسلام دين التعايش و اللإعتدال و إيلائه اهتمام أولي للعقل في فهم الرسالة النبوية 

.وقد استوقفني نقطتان اثرتهما ، أود التعليق عليهما 

"قلتم: إن مما يثني على مبدأ التعايش في الإسلام ، الوثيقة التي وضعها الرسول الاكرم في المدينة بين المسلمين "و أسوأ البشر وهم اليهود 

انني استغرب من قبلكم و أنتم الأعلم ، هذا التصنيف المبدئي و النهائي. ألم يرد في القرآن  { إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من آمن بالله و اليوم الاخر و عمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم ولا هم يحزنون و اذ اخذنا ميثاقكم...} [ سورة البقرة الآية 62 ، 63]. اذا  البعض { تولى من بعد ذلك } [ سورة البقرة الآية 64 ]، هل هذا يعني ان كل اليهود { من الخاسرين} ؟

اذا كان الصهاينة اغتصبوا أرض فلسطين ، أهذا يعني أن اليهود سابقا" و مستقبلا" هم فاسدين في الأرض؟ وعندما أوحى الله سبحانه و تعالى عن  معيار الحكم على البشر في يوم القيامة ألم يقل  { و انزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه ... و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم في تختلفون } ؟[ سورة المائدة الآية 48] و  { و هو الذي يتوفاكم باليل و يعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى اجل مسمى ثم اليه مرجعكم ثم ينباكم بما كنتم تعملون } [سورة الانعام الآية 60] ؟  فهل سيحاسب الأفراد على هويتهم الدينية ام على أعمالهم. لو لم يكن اليهود مؤمنون بأن الإسلام رحب الصدر أكانوا لجأوا الى بلاد المسلمين عندما طردوا من اسبانيا في القرن الخامس عشر ؟ اكان بامكان " ميمونيد "، أهم فلاسفة اليهود في القرون الوسطى، أن ينشأ و يكتب و يعلم في جامعة القرويين في المغرب  في ربوع المسلمين ؟

ثانيا،  ما اسوقفني هو الجملة التالية : "  و قد فشل اعداء الاسلام قديما ان يواجهوا الإسلام عسكريا و باءت كل محاولاتهم بالفشل و لذلك توجهوا لمحاربة المسلمين في فكرهم و اصالتهم و عقولهم " .فعند المطالعة يتصور للقارئ أن تاريخ الإسلام هو عداوة مستمرة مع باقي الشعوب و الأمم .و أن كل ما جناه الإسلام من التعامل مع الغير هو السيطرة و الاستغلال . نعم ، و يا لللأسف، أن تاريخ الإنسانية مكتظ بالحروب و الغزوات و اللأضطهاد ، لكن ذلك لا يخص الإسلام فقط .ولم يكن تعامل المسلمين مع بقية البشر دائما على هذا المنحى. فالإسلام في عهد المأمون و للمثال و ليس للحصر تفاعل مع الأديان و القوميات المختلفة من باب التبادل الثقافي .و العلمي.و لم يكتفى  بحفظ التراث الفلسفي اليوناني ، بل طوره و جدده و ساهم بإعادة احيائه في بلاد الغرب .

و بالعكس، ألم يترك الاستعمار القبيح عند جلائه سوى الدمار و التخلف؟ الم يساهم المستشرقين الذين أتوا بركاب الاستعمار، بإعادة إحياء تراثنا، و الكشف عن كتّاب و مفكرين و فلاسفة و علماء و علوم ، كنا قد نسيناها و طمسناها تحت ركام استبداد بعض حكامنا و جهلنا و كسلنا و استعلائنا ؟

ان لم يكن الحال هكذا، فغريب امر الإسبان الذين استردوا في القرن الخامس عشر المناطق التي كان احتلها المسلمين .فحافظوا على المعالم المعمارية اللإسلامية و جعلوا منها من اهم المحطات الثقافية في بلادهم و ضموها .الى تراثهم .مثلما لا يزال يدرس و ينشر و يكرم واصبحو من أسسهم العلمية، ابن بجعة و ابن طفيل و ابن رشد، الذين نشأوا و درسوا و كتبو في أرضهم المستولى عليها 

.79 سماحة  الشيخ الجليل ، كل الشعوب احتلّت و احتُلت . فلماذا نحن فقط نتفرّد بإلقاء اللّوم على الغير عند استحضار مشاكلنا ؟ ألم يقل سبحانه و تعالى  {...ما أصابك من سيئة فمن نفسك } [سورة النساء الآية  

.و لكم منا فائق الإحترام و التقدير 

امين عيسى

Publicité
Commentaires
citoyen libanais
Publicité
Newsletter
Archives
Publicité