جبران باسيل والمخلّص
من دون أدني شك، السيد حسن نصر الله يتمتع كزعيم، بأعلى نسبة من الجاذبية في لبنان والاكثر اطاعة من قبل انصاره. فكلامه لا يناقش ولا يشك فيه. ويقدم حزب الله نفسه كحزب سياسي بخلفية عقائدية ودينية تفرض، الولاء المطلق لوكيل ولي الفقيه. ولم نلاحظ ولا في اي لحظة او حتى بإشارة غير مباشرة ان لمح بها السيد نصر الله على انه القائم او حتى نائب المهدي.
دخل السيد جبران باسيل بلدة البترون في يوم الشعانين على ظهر حمار، كما دخل السيد المسيح الى القدس. طبعا لا نتهم السيد باسيل انه يحل بدلا من السيد المسيح، ما عاذ الله! لكن ربما حذوا به وبتعاليمه. دخل المخلص القدس ممتطيا حمار، وليس جوادا بسرج من الحرير ومزين برشمة من الفضة، ايمانا منه بالزهد في الدنيا والتخلي عن كل ما هو مادي من اجل الفقراء. هل هذا هو ايمان وسلوك السيد باسيل؟ المسيح كان يمسك بيده غصن من الزيتون واما باسيل فممسكا لعصا. عصن الزيتون هو رمز السلام، فإلى ما تشير عصا السيد باسيل؟ هل هي للتحكم بالعباد؟ او ربما هي كعصا موسى التي شق بها البحر ليخلص بها شعبه من اضطهاد فرعون. لعله يعدنا بمعجزة كهذه!
لماذا هذا التشبه بالأنبياء والرسل؟ هل يحاول السيد باسيل دخول البترون الشرعية الالهية بعدما حجبت عنه الشرعية الشعبية في دورتين انتخابيتين؟ والاكثر مؤسف في هذا المشهد الغير مألوف، هو تصفيق محاذيه، ما يعتبر تبريرا بل قبولا بزج السيد المسيح على خشبة المسرح السياسي، وهو الذي قال: " اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله."
فليتفكروا بقول بولس الرسول: " فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتقبوا ايضا بنير عبودية."
امين عيسى
2017/5/7